فصل: باب: هوان الدنيا على الله عز وجل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الزهد والرقائق ***


باب‏:‏ توبة داود وذكر الأنبياء صلوات الله عليهم

471- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ حدثني الحارث بن يزيد عَن علي بن رباح قَالَ سَمِعْتُ وهبا الذماري يحدث عَن فضالة بن عُبَيد أن داود عليه السلام سأل ربه عز وجل أن يخبره بأحب الأعمال إليه فقال عشرا إذا فعلتهن يا داود لاَ تذكرن أحدا من خلقي إلاَّ بخير ولا تغتابن أحدا من خلقي ولا تحسدن أحدا من خلقي قَالَ داود يا رب هؤلاء الثلاث لاَ أستطيع فأمسك علي السبع ولكن يا رب أخبرني بأحبائك من خلقك أحبهم لك قَالَ ذو سلطان يرحم الناس ويحكم للناس كما يحكم لنفسه ورجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه ابتغاء وجه الله وفي طاعة الله عز وجل ورجل يفني شبابه وقوته في طاعة الله عز وجل ورجل كان قلبه معلقا في المساجد من حبه إياها ورجل لقي امرأة حسناء فأمكنته من نفسها فتركها من خشية الله ورجل حيث كان يعلم أن الله تعالى معه نقية قلوبهم طيب كسبهم يتحابون بجلالي أذكر بهم ويذكرون بذكري ورجل فاضت عيناه من خشية الله عز وجل‏.‏

472- أَخْبَرَنَا جرير بن حازم قَالَ سَمِعْتُ الحسن يقول لما أصاب داود الخطيئة خر ساجدا أربعين ليلة فقيل له يا داود ارفع رأسك فقد عفوت عنك قَالَ يا رب أنت حكم عدل لاَ تظلم وقد قتلت الرجل قَالَ أستوهبك منه فيهبك لي فأثنيه الجنة قَالَ وسمعت عَبد الله بن عُبَيد بن عمير يقول خر داود أربعين ليلة ساجدا يبكي فرفع رأسه وما في جبينه لحادة من لحم‏.‏

473- أَخْبَرَنَا بكار بن عَبد الله قَالَ سَمِعْتُ وهب بن منبه يقول ما رفع رأسه حتى قَالَ له الملك أول أمرك ذنب وآخره معصية ارفع رأسك فرفع رأسه فمكث حياته لاَ يشرب ماء إلاَّ مزجه بدموعه ولا يأكل طعاما إلاَّ بله بدموعه ولا يضطجع على فراش إلاَّ أعراه - أو قَالَ أغراه - بدموعه حتى انهرم فكان لاَ يدفئه لحاف‏.‏

474- أَخْبَرَنَا شبل عَن ابن أبي نجيح عَن مجاهد قَالَ مكث أربعين يوما ساجدا - يعني داود ولا يرفع رأسه حتى نبت المرعى من دموع عينيه حتى غطى رأسه فنودي يا داود أجائع فتطعم أم ظمآن فتسقى أم عار فتكسى قَالَ فأجيب في غير ما طلب فنحب نحبة هاج منه العود فاحترق من حر جوفه ثم أنزل الله التوبة والمغفرة فقال يا رب اجعل خطيئتي في كفي فكان لاَ يبسط كفه لطعام ولا لشراب ولا لشيء سوى ذلك إلاَّ رآها فأبكته قَالَ فإن كان ليؤتى بالقدح ثلثاه ماء فإذا تناوله أبصر خطيئة فما يضعه على شفتيه حتى يفيض من دموعه‏.‏

475- أَخْبَرَنَا حماد بن سلمة عَن عطاء بن السائب عَن أبي عَبد الله الجدلي قَالَ ما رفع رأسه إلى السماء حتى مات حياء من ربه عز وجل يعني داود صلى الله عليه وسلم‏.‏

476- أَخْبَرَنَا الوليد بن مسلم قَالَ أَخْبَرَنَا إبراهيم بن مُحَمد الفزاري عَن عَبد الملك بن سليمان عَن مجاهد قَالَ كانت خطيئة داود منقوشة في كفه‏.‏

477- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ أَخْبَرَنَا ابن المبارك والهيثم بن حُمَيد قالا أَخْبَرَنَا صالح المري عَن أبي عمران الجوني عَن أبي الجلد قَالَ قرأت في مسألة داود ربه تعالى إلهي ما جزاء من عزى الحزين المصاب ابتغاء مرضاتك قَالَ جزاؤه أن أكسوه كساء من أردية الإيمان أستره به من النار قَالَ إلهي فما جزاء من يتبع الجنائز ابتغاء مرضاتك قَالَ جزاؤه أن تشيعه الملائكة يوم يموت وأصلي على روحه في الأرواح قَالَ إلهي فما جزاء من يشبع اليتيم والأرملة ابتغاء مرضاتك قَالَ جزاؤه أن أظله في ظلي يوم لاَ ظل إلاَّ ظلي قَالَ إلهي فما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجهه قَالَ جزاؤه أن أحرم وجهه عَن لفح النار وأن أؤمنه يوم الفزع عَن لفح النار‏.‏

478- أَخْبَرَنَا عَبد العزيز بن عَبد الصمد قَالَ حَدَّثَنَا مالك بن دينار عَن معبد الجهني عَن أبي العوام مؤذن بيت المقدس عَن كعب الأحبار قَالَ بينما بنو إسرائيل يصلون في بيت المقدس إذ جاء رجلان فدخل أحدهما ولم يدخل الآخر وقام خارجا على أبواب المسجد وقَالَ أَخْبَرَنَا أدخل بيت الله ليس مثلي يدخل بيت الله وقد عملت كذا وكذا وجعل يبكي ولم يدخل قَالَ كعب فكتب من الغد أنه صديق‏.‏

479- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش عَن أبي سلمة الحمصي عَن يحيى بن جابر عَن يزيد بن ميسرة قَالَ كان طعام يحيى بن زكريا الجراد وقلوب الشجر وكان يقول من أنعم منك يا يحيى وطعامك الجراد وقلوب الشجر‏.‏

480- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ ثَابِتٌ الدَّوْسِيُّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ كَانَ مَنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَيْنَيْنِ هَطَّالَتَيْنِ تبْكِيَانِ بذُرُوفِ الدُّمُوعِ وَتَشْفِيَانِي مِنْ خَشْيَتِكَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ الدُّمُوعُ دَمًا وَالأضْرَاسُ جَمْرًا‏.‏

481- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ أَخْبَرَنَا الوليد بن مسلم قَالَ حَدَّثَنَا عَبد الرحمن بن يزيد بن جابر قَالَ قلت ليزيد بن مرثد ما لي أرى عينيك لاَ تجف قَالَ وما مسألتك عَن ذلك قلت عسى الله عز وجل أن ينفع به قَالَ يا أخي إن الله تعالى تواعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار ولو تواعدني ألا يسجنني إلاَّ في الحمام لكنت حريا ألا يجف لي عيني‏.‏

482- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ أَخْبَرَنَا الوليد بن مسلم قَالَ أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن بن يزيد بن جابر قَالَ قيل ليزيد بن مرثد أهكذا أنت في خلواتك قَالَ وما مسألتك عَن ذلك قلت عسى الله أن ينفع به قَالَ والله إن ذلك ليعرض لي حين أسكن إلى أهلي فيحول بيني وبين ما أريد وإنه ليوضع الطعام بين يدي فيعرض لي فيحول بيني وبين أكله حتى تبكي امرأتي ويبكي صبياننا لاَ يدرون ما أبكانا ولربما أضجر ذلك امرأتي فتقول يا ويحها خصت به معك من طول الحزن في هذه الحياة الدنيا ما تقر لي معك عين‏.‏

483- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ أَخْبَرَنَا الوليد بن مسلم قَالَ أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن بن يزيد بن جابر عَن إسماعيل بن عُبَيد الله بن أبي المهاجر أن داود كان يعاتب في كثرة البكاء فيقول ذروني أبكي قبل يوم البكاء قبل تحريق العظام واشتعال اللحى قبل أن يؤمر بي ملائكة غلاظ شداد لاَ يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون‏.‏

484- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ أَخْبَرَنَا الوليد بن مسلم قَالَ سَمِعْتُ الأوزاعي يقول سمعت بلال بن سعد كفى بي والله ذنبا أن يكون الله عز وجل يزهدنا في الدنيا ونحن نرغب فيها فزاهدكم راغب وعالمكم جاهل وعابدكم مقصر‏.‏

485- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ أَخْبَرَنَا الوليد بن مسلم قَالَ سَمِعْتُ الأوزاعي يقول سمعت بلال بن سعد يقول في مواعظه يا أهل الخلود ويا أهل البقاء إنكم لم تخلقوا للفناء وإنما تنقلون من دار إلى دار‏.‏

486- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ أَخْبَرَنَا الوليد بن مسلم قَالَ قَالَ عَبد الرحمن بن يزيد بن تميم سمعت بلال بن سعد يقول يا أهل الخلود يا أهل البقاء إنكم لم تخلقوا للفناء وإنما تنقلون من دار إلى دار كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام ومن الأرحام إلى الدنيا ومن الدنيا إلى القبور ومن القبور إلى الموقف ومن الموقف إلى الخلود في الجنة أو النار‏.‏

487- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ أَخْبَرَنَا الوليد بن مسلم قَالَ سَمِعْتُ الأوزاعي يقول سمعت بلال بن سعد يقول أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظك من الله خير لك من أخ لك كلما لقيك وضع في كفك دينارا‏.‏

488- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ‏.‏

قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ لاَ أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَعْمَرٍ إِلا ابْنَ الْمُبَارَكِ‏.‏

489- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ أَخْبَرَنَا الوليد قَالَ حَدَّثَنَا جابر عَن عطاء الخراساني قَالَ نقش داود خطيئته في كفه لكي لاَ ينساها فكان إذا رآها اضطربت يداه‏.‏

490- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الحسين قَالَ حَدَّثَنَا هشيم عَن سيار عَن أبي وائل عَن عَبد الله بن مَسْعود قَالَ وددت أن يغفر لي ذنب واحد ولا يعرف نسبي‏.‏

491- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَتَعَرَّضَ للمَسْأَلَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَكُمْ طَعَامٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَفَتَطبُخُونَ فَتُطَيِّبُونَ وَتُقَزِّحُونَ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَلَكُمْ شَرَابٌ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ فَتَقرُضُونَ وَتُبَرِّدُونَ وَتُنَظِّفُونَ وَتُطَيِّبُونَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَجَمَعْتَهَا جَمِيعًا فِي الْبَطْنِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَيْنَ مَعَادُهُمَا قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَهَا ثَلاثًا قَالَ كَانَ مَعَادُهُمَا كَمَعَادِ الدُّنْيَا قُمْتَ إِلَى خَلْفِ بَيْتِكَ فَأَمْسَكْتَ عَلَى أَنْفِكَ مِنْ نَتَنِ رِيحِهَا‏.‏

قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَقَدْ ذَكَرَ الْفِرْيَابِيُّ فِيهِ سَلْمَانَ بِشَكٍّ‏.‏

492- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ النَّسَائِيُّ وَهِشَامُ بْنُ سَعِيد بِقِيسَارَيَّةَ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ سُفْيَانُ أُراهُ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ أَلَكُمْ طَعَامٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَتُنَظِّفُونَ وَتَطبَخُونَ وَتُقَزِّحُونَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَتَفْعَلُونَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَلَكُمْ شَرَابٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَتُبَرِّدُونَ وَتُنَظِّفُونَ وَتُقَزِّحُونَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَيْنَ مَعَادُهُمَا قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّ مَعَادَهُمَا كَمَعَادِ الدُّنْيَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ خَلْفَ بَيْتِهِ فَيُمْسِكُ عَلَى أَنْفِهِ مِنْ نَتَنِ رِيحِهِ‏.‏

قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَوَقَفَهُ بَعْضٌ وَرَفَعَهُ بَعْضٌ‏.‏

493- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُتَيٍّ السَّعْدِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ مَثَلاً لِلدُّنْيَا وَإِنْ مَلَّحَهُ وَقَزَّحَهُ فَقَدْ عَلِمَ إِلَى مَا يَصِيرُ‏.‏

قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ وَقَدْ رُفِعَ عَنِ الثَّوْرِيِّ وَعَبْدِ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ‏.‏

494- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يحيى قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ حَدَّثَنَاهُ مُحَمد بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُتَيٍّ عَنْ أُبَيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الدُّنْيَا ضُرِبَتْ مَثَلاً لِابْنِ آدَمَ فَانْظُرْ مَا يَخْرُجُ مِنَ ابْنِ آدَمَ وَإِنْ قَزَّحَهُ وَمَلَّحَهُ إِلَى مَا يَصِيرُ‏.‏

495- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُتَيٍّ عَنْ أُبَيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ الدُّنْيَا لِمَطْعَمِ ابْنِ آدَمَ مَثَلاً وَضَرَبَ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ لِلدُّنْيَا مَثَلاً وَإِنْ قَزَّحَهُ وَمَلَّحَهُ‏.‏

قَالَ الْحَسَنُ وَقَدْ رَأَيْتُهُمْ يُطَيِّبُونَهُ بِالأفَاوِيهِ وَالطِّيبِ ثُمَّ يَرْمُونَ بِهِ حَيْثُ رَأَيْتُمْ‏.‏

496- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ أَحَدِ بَنِي فِهْرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مَا الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا كَمَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ أُصْبُعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمِّ فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ‏.‏

497- أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ انْتَهَى إِلَيْهِ يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْرَأُ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي فَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ‏.‏

498- أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنْهُ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ هَؤُلاءِ خَيْرٌ لِي مِنْكُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ إِخْوَانُنَا أَسْلَمْنَا كَمَا أَسْلَمُوا وَهَاجَرْنَا كَمَا هَاجَرُوا وَجَاهَدْنَا كَمَا جَاهَدُوا وَأَتَوْا عَلَى آجَالِهِمْ فَمَضَوْا فِيهَا وَبَقِينَا فِي آجَالِنَا فَمَا يَجْعَلُهُمْ خَيْرًا مِنَّا قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَأْكُلُوا مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَخَرَجُوا وَأَنَا الشَّهِيدُ عَلَيْهِمْ وَإِنَّكُمْ قَدْ أَكَلْتُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ وَلا أَدْرِي مَا تُحْدِثُونَ بَعْدِي قَالَ فَلَمَّا سَمِعَهَا الْقَوْمُ وَاللَّهِ عَقَلُوهَا وَانْتَفَعُوا بِهَا قَالُوا وَإِنَّا لَمُحَاسبُونَ بِمَا أَصَبْنَا مَنَ الدُّنْيَا وَإِنَّهُ لَيُنْقَصُ بِهِ مِنْ أُجُورِنَا فَأَكَلُوا وَاللَّهِ طَيِّبًا وَأَنْفَقُوا قَصْدًا وَقَدَّمُوا فَضْلاً‏.‏

499- أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رجل لأخيه لما فتح الله عليهم يا أخي أتخشى أن يبلغنا ما نرى على ما نعلم قَالَ وما يؤمنك من ذلك‏.‏

500- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة عَن حصين بن عَبد الرحمن عَن سالم بن أبي الجعد أن عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه كان استعمل النعمان بن مقرن على كسكر فكتب إليه يناشده الله إلاَّ نزعه عَن كسكر وبعثه في جيش من جيوش المسلمين فإنما مثله مثل كسكر مثل مومسة تزين لي في كل يوم فنزعه وبعثه في الجيش الذي بعثه إلى نهاوند‏.‏

501- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن سليمان عَن مالك بن الحارث عَن عَبد الرحمن بن يزيد عَن ابن مَسْعود قَالَ أنتم اليوم أطول اجتهادا وأطول صلاة أو أكثر صلاة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا خيرا منكم فقيل لم قَالَ كانوا أزهد منكم في الدنيا وأرغب في الآخرة‏.‏

502- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَقَدِمَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَسَمِعَتِ الأنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَوَافَوْا صَلاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ فَتَعَرَّضُ لَهُ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ ثُمَّ قَالَ أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ قَالُوا أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ‏.‏

503- أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ يَا حَكِيمُ إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بإِشَرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ وَكَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى قَالَ حَكِيمٌ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى الْعَطَاءِ فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ دَعَاهُ لِلْعَطِيَّةِ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا فَقَالَ عُمَرُ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ قَالَ فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ شَيْئًا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تُوُفِّيَ‏.‏

504- أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعة حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي سِنَينٍ كَالْمُوَدِّعِ لِلأَحْيَاءِ وَالأمْوَاتِ ثُمَّ طَلَعَ الْمِنْبَرَ وَقَالَ إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ وَإِنِّي لأَنْظُرُ إِلَيْهِ وَأَنَا فِي مَقَامِي هَذَا وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوهَا قَالَ عُقْبَةُ وَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم‏.‏

باب‏:‏ التقلل من الدنيا

505- أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأخْرَمِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا قَالَ وَبِالْمَدِينَةِ مَا بِالْمَدِينَةِ وَبِرَاذَانَ مَا بِرَاذَانُ‏.‏

قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ وَرَاذَانُ مَكَانٌ بِالْمَدِينَةِ‏.‏

506- أَخْبَرَنَا يُونُس بن يزيد عَنِ الزُّهْرِيِّ أن عَبد الله بن السعدي كان يحدث وهو رجل من بني عامر بن لؤي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما أنا نائم أوفيت على جبل فبينما أنا عليه طلعت لي ثلة من هذه الأمة قد سدت الأفق حتى إذا دنوا مني دفعت عليهم الشعاب بكل زهرة من الدنيا فمروا ولم يلتفت إليها منهم راكب فلما جاوزوها قلصت الشعاب بما فيها فلبثت ما شاء الله أن ألبث ثم طلعت ثلة علي مثلها حتى إذا بلغوا مبلغ الثلة الأولى دفعت عليهم الشعاب بكل زهرة من الدنيا قَالَ فالآخذ والتارك وهم على ظهر حتى إذا جاوزوها قلصت الشعاب بما فيها فلبثت ما شاء الله ثم طلعت الثلة الثالثة حتى إذا بلغوا مبلغ الثلتين دفعت الشعاب بكل زهرة من الدنيا فأناخ أول راكب فلم يجاوزه راكب فنزلوا يهتالون من الدنيا فعهدي بالقوم وهم يهتالون وقد ذهبت الركاب‏.‏

507- بَلَغَنَا عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ قَوْمٍ سَلَكُوا مَفَازَةً غَبْرَاءَ لاَ يَدْرُونَ مَا قَطَعُوا مِنْهَا أَكْثَرَ أَمْ مَا بَقِيَ مِنْهَا فَحَسَرَ ظَهْرُهُمْ وَنَفِدَ زَادُهُمْ وَسَقَطُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْمَفَازَةِ فَأَيْقَنُوا بِالْهَلَكَةِ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ فِي حُلَّةٍ يَقْطُرُ رَأْسُهُ فَقَالُوا إِنَّ هَذَا لَحَدِيثُ الْعَهْدِ بِالرِّيفِ فَانْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ مَا لَكُمْ يَا هَؤُلاءِ قَالُوا مَا تَرَى حَسَرَ ظَهْرُنَا وَنَفِدَ زَادُنَا وَسَقَطْنَا بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْمَفَازَةِ وَلا نَدْرِي مَا قَطَعْنَا مِنْهَا أَكْثَرَ أَمْ مَا بَقِيَ عَلَيْنَا قَالَ مَا تَجْعَلُونَ لِي إِنْ أَوْرَدْتُكُمْ مَاءً رُوَاءً وَرِيَاضًا خُضْرًا قَالُوا نَجْعَلُ لَكَ حُكْمَكَ قَالَ تَجْعَلُونَ لِي عُهُودَكُمْ وَمَوَاثِيقَكُمْ أَنْ لاَ تَعْصُونِي قَالَ فَجَعَلُوا لَهُ عُهُودَهُمْ وَمَوَاثِيقَهُمْ أَنْ لاَ يَعْصُوهُ فَمَالَ بِهِمْ وَأَوْرَدَهُمْ رِيَاضًا خُضْرًا وَمَاءً رُوَاءً فَمَكَثَ يَسِيرًا ثُمَّ قَالَ هَلُمُّوا إِلَى رِيَاضٍ أَعْشَبَ مِنْ رِيَاضِكُمْ وَمَاءٍ أَرْوَى مِنْ مَائِكُمْ هَذَا فَقَالَ جُلُّ الْقَوْمِ مَا قَدَرْنَا عَلَى هَذَا حَتَّى كِدْنَا أَنْ لاَ نَقْدِرَ عَلَيْهِ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَلَسْتُمْ قَدْ جَعَلْتُمْ لِهَذَا الرَّجُلِ عُهُودَكُمْ وَمَوَاثِيقَكُمْ أَنْ لاَ تَعْصُوهُ وَقَدْ صَدَقَكُمْ فِي أَوَّلِ حَدِيثِهِ فَآخِرُ حَدِيثِهِ مِثْلُ أَوَّلِهِ فَرَاحَ وَرَاحُوا مَعَهُ فَأَوْرَدَهُمْ رِيَاضًا خُضْرًا وَمَاءً رُوَاءً وَأَتَى الآخَرِينَ الْعَدُوُّ مِنْ تَحْتِ لَيْلَتِهِمْ فَأَصْبَحُوا مِنْ بَيْنِ قَتيِلٍ وَأَسِيرٍ‏.‏

باب‏:‏ هوان الدنيا على الله عز وجل

508- أَخْبَرَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيد عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ أَحَدِ بَنِي فِهْرٍ قَالَ كُنْتُ فِي الرَّكْبِ الَّذِينَ وَقَفُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَلَى السَّخْلَةِ الْمَيِّتَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا حَتَّى أَلْقَوْهَا قَالُوا مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَالدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا‏.‏

509- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ رِجَالاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لَوْ أَنَّ الدُّنْيَا كَانَتْ تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ فِي الْخَيْرِ مَا أَعْطَى مِنْهَا الْكَافِرَ شَيْئًا‏.‏

510- أَخْبَرَنَا جرير بن حازم قَالَ سَمِعْتُ الحسن يقول أدركت أقواما كانت الدنيا تعرض لأحدهم حلالها فيدعها فيقول والله ما أدري على ما أنا من هذه إذا صارت في يدي‏.‏

511- أَخْبَرَنَا مُحَمد بن مطرف قَالَ حَدَّثَنَا أبو حازم عَن عَبد الرحمن بن سَعِيد بن يربوع عَن مالك الدار أن عُمَر بن الخطاب أخذ أربعمِئَة دينار فجعلها في صرة ثم قَالَ للغلام اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع فذهب بها الغلام إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حوائجك فقال وصله الله ورحمه ثم قَالَ تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفدها فرجع الغلام إلى عُمَر بن الخطاب فأخبره ووجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال اذهب بها إلى معاذ بن جبل ثم تله في البيت ساعة حتى تنظر إلى ما يصنع فذهب بها إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذا في حاجتك فقال وصله ورحمه تعالي يا جارية اذهبي إلى فلان بكذا وإلى بيت فلان بكذا وإلى بيت فلان بكذا فاطلعت امرأة معاذ فقالت ونحن والله مساكين فأعطنا فلم يبق في الخرقة إلاَّ ديناران فدحا بهما فرجع الغلام إلى عُمَر فأخبره فسر بذلك عُمَر وقال إنهم إخوة بعضهم من بعض‏.‏

512- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة عَن موسى بن أبي عيسى قَالَ أتى عُمَر بن الخطاب مشربة بني حارثة فوجد مُحَمد بن مسلمة فقال عُمَر كيف تراني يا مُحَمد فقال أراك والله كما أحب وكما يحب من يحب لك الخير أراك قويا على جمع المال عفيفا عنه عادلا في قسمه ولو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف فقال عُمَر هاه فقال لو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف فقال عُمَر الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني‏.‏

513- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيد عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّ سَعْدًا اتَّخَذَ قَصْرًا وَجَعَلَ عَلَيْهِ بَابًا وَقَالَ انْقَطَعَ الصُّوَيْتُ فَأَرْسَلَ عُمَرُ مُحَمد بْنَ مَسْلَمَةَ وَكَانَ عُمَرُ إِذَا أَحَبَّ أَنْ يُؤْتَى بِالأمْرِ كَمَا يُرِيدُ بَعَثَهُ فَقَالَ لَهُ ايتِ سَعْدًا فَأَحْرِقْ عَلَيْهِ بَابَهُ فَقَدِمَ الْكُوفَةَ فَلَمَّا أَتَى الْبَابَ أَخْرَجَ زَنْدَهُ فَاسْتَوْرَى نَارًا ثُمَّ أَحْرَقَ الْبَابَ فَأُتِيَ سَعْدٌ فَأُخْبِرَ وَوُصِفَ لَهُ صِفَتُهُ فَعَرَفَهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ فَقَالَ مُحَمد إِنَّهُ بَلَغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّكَ قُلْتَ انْقَطَعَ الصُّوَيْتُ فَحَلَفَ سَعْدٌ بِاللَّهِ مَا قَالَ ذَلِكَ فَقَالَ مُحَمد بْنُ مَسْلَمَةَ نَفْعَلُ الَّذِي أُمِرْنَا وَنُؤَدِّي عَنْكَ مَا تَقُولُ ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَلَمَّا كَانَ بِبَطْنِ الرُّمَّةِ أَصَابَهُ مِنَ الْخَمْصِ وَالْجُوعِ مَا اللَّهُ بِهِ أَعْلَمُ فَأَبْصَرَ غَنَمًا فَأَرْسَلَ غُلامَهُ بِعِمَامَتِهِ فَقَالَ اذْهَبْ فَابْتَعْ مِنْهَا شَاةً فَجَاءَ الْغُلامُ بِشَاةٍ وَهُوَ يُصَلِّي فَأَرَادَ ذَبْحَهَا فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنْ يَكُفَّ فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ قَالَ اذْهَبْ فَإِنْ كَانَتْ مَمْلُوكَةً مُسْلِمَةً فَارْدُدِ الشَّاةَ وَخُذِ الْعِمَامَةَ وَإِنْ كَانَتْ حُرَّةً فَارْدُدِ الشَّاةَ فَذَهَبَ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوكَةٌ فَرَدَّ الشَّاةَ وَأَخَذَ الْعِمَامَةَ وَأَخَذَ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ أَوْ زِمَامِهَا لاَ يَمُرُّ بِبَقْلَةٍ إِلا خَطَفَهَا حَتَّى آوَاهُ اللَّيْلُ إِلَى قَوْمٍ فَأَتَوْهُ بِخُبْزٍ وَلَبَنٍ وَقَالُوا لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا أَتَيْنَاكَ بِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللهِ كُلُّ حَلالٍ أَذْهَبَ السَّغَبَ خَيْرٌ مِنْ مَأْكَلِ السُّوءِ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَبَدَأَ بِأَهْلِهِ فَابْتَرَدَ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ رَاحَ فَلَمَّا أَبْصَرَهُ عُمَرُ قَالَ لَوْلا حُسْنُ الظَّنِّ بِكَ مَا رَوَيْنَا أَنَّكَ أَدَّيْتَ وَذَكَرَ أَنَّهُ أَسْرَعَ السَّيْرَ فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ وَهُوَ يَعْتَذِرُ وَيَحْلِفُ بِاللَّهِ مَا قَالَ ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ هَلْ أَمَرَ لَكَ بِشَيْءٍ فَقَالَ قَدْ رَأَيْتُ مَكَانًا أَتَأْمُرُ لِي قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ أَي خذ مِنْهُ قَالَ عُمَرُ إِنَّ أَرْضَ الْعِرَاقِ أَرْضٌ رَفِيعَةٌ وَإِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَمُوتُونَ حَوْلِي مِنَ الْجُوعِ فَخَشِيتُ أَنْ آمُرَ لَكَ فَيَكُونَ لَكَ الْبَارِدُ وَلِيَ الْحَارُّ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ لاَ يَشْبَعُ الْمُؤْمِنُ دُونَ جَارِهِ أَوْ قَالَ الرَّجُلُ دُونَ جَارِهِ‏.‏

514- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمد بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّازُ بِمَكَّةَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيد عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ عُمَرَ بِنَحْوِهِ وَذَكَرَ فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ نَحْوَ مَا ذَكَرَهُ‏.‏

515- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي الثَّوْرِيَّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ عُمَرَ بِنَحْوِهِ وَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَمَا ذَكَرَ‏.‏

516- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ أَبُو هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بِنَحْوِهِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ‏.‏

517- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيد قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ عُمَرَ بِنَحْوِهِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ‏.‏

518- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيد قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ عَنْ عُمَرَ بِنَحْوِهِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ‏.‏

519- أَخْبَرَنَا يُونُس بن يزيد عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أخبرني إبراهيم بن عَبد الرحمن بن عوف أنه قدم وافدا على معاوية في خلافته فقال فدخلت المقصورة فسلمت على مجلس من أهل الشام ثم جلست فقال لي رجل منهم من أنت يا فتى قلت أَخْبَرَنَا إبراهيم بن عَبد الرحمن بن عوف قَالَ يرحم الله أباك أخبرني فلان - لرجل سماه - أنه قَالَ والله لألحقن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأحدثن بهم عهدا ولا أكلمنهم قَالَ فقدمت المدينة في خلافة عثمان بن عفان فلقيتهم إلاَّ عَبد الرحمن بن عوف أخبرت أنه بأرض له بالجرف فركبت إليه حتى جئته فإذا هو واضع رداءه يحول الماء بمسحاة في يده فلما رآني استحيى مني فألقى المسحاة وأخذ رداءه فسلمت عليه وقلت له جئتك لأمر وقد رأيت أعجب منه هل جاءكم إلاَّ ما جاءنا وهل علمتم إلاَّ ما علمنا فقال عَبد الرحمن لم يأتنا إلاَّ ما قد جاءكم ولم نعلم إلاَّ ما قد علمتم قلت فما زلنا نزهد في الدنيا وترغبون ونخف في الجهاد وتتثاقلون وأنتم سلفنا وخيارنا وأصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم فقال عَبد الرحمن لم يأتنا إلاَّ ما قد جاءكم ولم نعلم إلاَّ ما قد علمتم ولكنا بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر‏.‏

520- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ تصدق عَبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة آلاف ثم تصدق بأربعين ألفا ثم تصدق بأربعين ألفا ثم تصدق بأربعين ألف دينار ثم حمل على خمسمِئَة فرس في سبيل الله ثم على ألف وخمس مِئَة راحلة في سبيل الله وكان عامة ماله من التجارة‏.‏

521- أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بن الحجاج عَن سعد بن إبراهيم عَنْ أَبِيهِ أن عَبد الرحمن بن عوف أتي بطعام وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير وهو خير مني وكفن في بردته إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطت رجلاه بدا رأسه‏.‏ وأراه قَالَ وقتل حمزة وهو خير مني ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط‏.‏ أو قَالَ أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا قد عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام‏.‏

522- حَدَّثَنَا مِسْعَر قَالَ حدثني قيس بن مسلم عَن طارق بن شهاب قَالَ عاد خبابا بقايا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أبشر أبا عَبد الله إخوانك تقدم عليهم غدا فبكى فقالوا له عليها من الحال فقال أما إنه ليس به جزع لكنكم ذكرتموني أقواما وسميتموهم لي إخوانا وإن أولئك قد مضوا بأجورهم كما هي وإني أخاف أن يكون ثواب ما تذكرون من تلك الأعمال ما أصبنا بعدهم‏.‏

523- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة قَالَ الحسين وأخبرناه سفيان أيضا عَن أمي المرادي قَالَ قَالَ أبو العبيدين لعبد الله بن مَسْعود يا أصحاب مُحَمد لاَ تختلفوا فتشقوا علينا فقال يرحمك الله أبا العبيدين إنما أصحاب مُحَمد صلى الله عليه وسلم الذين دفنوا معه في البرد‏.‏

524- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش قَالَ حدثني مُحَمد بن زياد عَن أبي عنبة الخولاني أنه كان في مجلس خولان في المسجد جالسا فخرج عَبد الله بن عَبد الملك هاربا من الطاعون فسأل عنه فقالوا خرج يتزحزح هاربا من الطاعون فقال إنا لله وإنا إليه راجعون ما كنت أرى أني أبقى حتى أسمع بمثل هذا أفلا أخبركم عَن خلال كان عليها إخوانكم أولها لقاء الله كان أحب إليهم من الشهد والثانية لم يكونوا يخافون عدوا قلوا أو كثروا والثالثة لم يكونوا يخافون عوزا من الدنيا كانوا واثقين بالله أن يرزقهم والرابعة إن نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى يقضي الله فيهم ما قضى‏.‏

425- أَخْبَرَنَا عُمَر بن سَعِيد بن أبي حسين حدثني ابن سابط أو غيره أن أبا جهم بن حذيفة العدوي قَالَ انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمي ومعي شنة من ماء وإناء فقلت إن كان به رمق سقيته من الماء ومسحت به وجهه فإذا أنا به ينشغ فقلت له أسقيك فأشار أن نعم فإذا رجل يقول آه فأشار ابن عمي أن انطلق به إليه فإذا هو هشام بن العاص أخو عَمْرو بن العاص فأتيته فقلت أسقيك فسمع آخر يقول آه فأشار هشام أن انطلق به إليه فجئته فإذا هو قد مات ثم رجعت إلى هشام فإذا هو قد مات ثم أتيت ابن عمي فإذا هو قد مات‏.‏

526- أَخْبَرَنَا مالك بن أنس عَن عَبد الله بن أبي بكر أن أبا طلحة كان يصلي في حائط له فطار دبسي فطفق يتردد يلتمس مخرجا فلم يجده لالتفاف النخل فأعجبه ذلك فأتبعه بصره ساعة ثم رجع فإذا هو لاَ يدري كم صلى فقال لقد أصابني في مالي هذا فتنة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال يا رسول الله هو صدقة فضعه حيث أراك الله‏.‏

527- أَخْبَرَنَا أيضا - يعني مالك بن أنس - قَالَ حَدَّثَنَا عَبد الله بن أبي بكر أن رجُلاً من الأنصار كان يصلي في حائط له بالقف في زمن الثمر والنخل قد ذللت وهي مطوقة بثمرها فنظر إلى ذلك فأعجبه ما رأى من ثمرها ثم رجع إلى صلاته وهو لاَ يدري كم صلى فقال لقد أصابني في مالي هذا فتنة فأتى عثمان بن عفان فذكر له فقال له إنه صدقة فاجعله في سبل الخير فباعه عثمان رضي الله عنه بخمسين ألفا فكان اسم ذلك المال الخمسين‏.‏

528- أَخْبَرَنَا مِسْعَر بن كدام قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيد الله بن القبطية عَن ابن أبي ربيعة القرشي أنه فاتته الركعتان قبل الفجر فأعتق رقبة‏.‏ في نسخة عتيقة على حاشيتها‏.‏

قَالَ ابن صاعد والصواب عَبد الله‏.‏

529- أَخْبَرَنَا حيوة بن شريح قَالَ حَدَّثَنَا الحسن بن ثوبان الهمداني أن مُحَمد بن عَبد الرحمن بن أبي مسلم الأزدي أخبره عَن جده أبي مسلم أنه صلى مع عُمَر بن الخطاب - أو حدثه من صلى مع عُمَر بن الخطاب - المغرب فمسى بها أو شغله بعض الأمر حتى طلع نجمان فلما فرغ من صلاته تلك أعتق رقبتين‏.‏

530- أَخْبَرَنَا بعض أهل البصرة أن مطرف بن الشخير ماتت امرأته أو بعض أهله فقال ناس من إخوانه انطلقوا بنا إلى أخيكم مطرف لاَ يخلو به الشيطان فيدرك بعض حاجته منه فأتوه فخرج عليهم دهينا في هيئة حسنة فقالوا خشينا شيئا فنرجو أن يكون الله تعالى قد عصمك منه وأخبروه بالذي قالوا فقال مطرف لو كانت لي الدنيا كما هي ثم سئلتها بشربة أسقاها يوم القيامة لافتديت بها‏.‏

531- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن يحيى بن المختار عَنِ الْحَسَنِ قَالَ والله ما تعاظم في أنفسهم ما طلبوا به الجنة ‏,‏ أبكاهم الخوف من النار‏.‏

532- أَخْبَرَنَا ابن صبيح عَنِ الْحَسَنِ قَالَ المؤمن من يعلم أن ما قَالَ الله عز وجل كما قَالَ والمؤمن أحسن الناس عملا وأشد الناس خوفا لو أنفق جبلا من مال ما أمن دون أن يعاين ولا يزداد صلاحا وبرا وعبادة إلاَّ ازداد فرقا يقول لاَ أنجو لاَ أنجو والمنافق يقول سواد الناس كثير وسيغفر لي ولا بأس علي يسيء العمل ويتمنى على الله تعالى‏.‏

533- أَخْبَرَنَا عثمان بن الأسود عَن عطاء أن موسى صلى الله عليه وسلم قَالَ أي رب أي عبادك أحكم قَالَ الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه قَالَ أي عبادك أغنى قَالَ أرضاهم بما قسمت له قَالَ فأي عبادك أخشى قَالَ أعلمهم بي‏.‏

534- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصُرْمٍ وَوَلَّتْ حَذَّاءَ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإنَاءِ يَصْطَبُّهَا صَاحِبُهَا وَأَنْتُمْ تَتَنَقَّلُونَ مِنْهُ إِلَى دَارٍ لاَ زَوَالَ لَهَا فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا لاَ يُدْرِكُ لَهَا قَعْرًا وَاللَّهِ لَتُمْلأَنَّ فَعَجِبْتُمْ وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظُ الزِّحَامِ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنِّي سَابِعُ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَنَا طَعَامٌ إِلا وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا وَالْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَاشْتَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ وَاتَّزَرْتُ بِنِصْفِهَا وَاتَّزَرَ بِنِصْفِهَا فَمَا أَصْبَحَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ حَيًّا إِلا أَصْبَحَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ مِنَ الأمْصَارِ فَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وَعِنْدَ اللهِ صَغِيرًا وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلا تَنَاسَخَتْ حَتَّى تَصِيرَ عَاقِبَتُهَا مُلْكًا وَسَتُبْلَوْنَ أَوْ سَتُجَرِّبُونَ الأمَرَاءَ بَعْدِي‏.‏

535- أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْحَسَنِ أنه كان إذا تلا هذه الآية فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ قَالَ من قَالَ ذا قَالَ من خلقها وهو أعلم بها قَالَ وقال الحسن إياكم وما شغل من الدنيا فإن الدنيا كثيرة الأشغال لاَ يفتح رجل على نفسه باب شغل إلاَّ أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب‏.‏

536- حَدَّثَنَا وهيب أن ابن عُمَر باع حمارا فقيل له لو أمسكته فقال لقد كان لنا موافقا ولكنه أذهب بشعبة من قلبي فكرهت أن أشغل قلبي بشيء‏.‏

537- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ لقمان يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيها ناس كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها إيمانا بالله عز وجل وشراعها التوكل على الله لعلك ناج ولا أراك ناجيا‏.‏

538- أَخْبَرَنَا بكار بن عَبد الله قَالَ سَمِعْتُ وهب بن منبه يقول مر رجل من العباد على رجل فوجده مهموما منكسا فقال ما شأنك أراك منكسا فقال أعجبني أمر فلان قد بلغ من العبادة ما قد علمت ثم رجع إلى أهل الدنيا فقال لاَ تعجب ممن يرجع ولكن اعجب ممن يستقيم‏.‏

539- وبلغنا عَنِ الْحَسَنِ أنه كان يقول خباث كل عيدانك مضضنا فوجدنا عاقبته مرا‏.‏

540- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عمن سمع الحسن ما بسطها لأحد إلاَّ اغترارا قَالَ وقال الحسن ما عال مقتصد‏.‏

541- قَالَ سفيان كان يقال خير الدنيا لكم ما لم تبتلوا به منها وخير ما ابتليتم به منها ما خرج من أيديكم‏.‏

542- عَنْ أَبِي مَعْنٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ حَسَّانَ الْكَلْبِيُّ أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ الصَّفَا الزَّلالَ الَّذِي لاَ يَثْبُتُ عَلَيْهِ أَقْدَامُ الْعُلَمَاءِ الطَّمَعُ‏.‏

543- أَخْبَرَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلا ذِكْرَ اللهِ وَمَا أَدَّى إِلَيْهِ وَالْعَالِمُ وَالْمُتَعَلِّمُ فِي الْخَيْرِ شَرِيكَانِ وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ لاَ خَيْرَ فِيهِمْ‏.‏

544- أَخْبَرَنَا الأعْمَشُ قَالَ أَخْبَرَنَا شِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ يُؤْتَى بِالدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُمَيَّزُ مَا كَانَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يُرْمَى بِسَائِرِ ذَلِكَ فِي النَّارِ‏.‏

545- أَخْبَرَكُمْ أَبُو عُمَرُ بْنُ حَيَوَيْهِ وَأَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقِ قَالاَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا الأعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنَا شِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ يَرْفَعُهُ قَالَ يُؤْتَى بِالدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ‏.‏

546- أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ وَجَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ ضُرِبَ لِلدُّنْيَا مَثَلاً وَإِنْ قَزَّحَهُ وَمَلَّحَهُ‏.‏

547- أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ لَنْ يَنْجُوَ مِنِّي الْغَنِيُّ مِنْ إِحْدَى ثَلاثٍ إِمَّا أُزَيِّنُهُ فِي عَيْنَيْهِ فَيَمْنَعَهُ عَنْ حَقِّهِ وَإِمَّا أَنْ أُسهِّلَ لَهُ سَبِيلَهُ فَيُنْفِقَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ وَإِمَّا أَنْ أُحَبِّبَهُ إِلَيْهِ فَيَكْسِبَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ‏.‏

548- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن منصور عَن سالم بن أبي الجعد قَالَ قَالَ ابن مَسْعود إن الشيطان يريد الإنسان بكل ريدة فيمتنع منه فيجثم له عند المال فيأخذه بعنقه‏.‏

549- أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ سَبْرَةَ الْمَدَنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا عَلَى نِيَّةِ الآخِرَةِ وَأَبَى أَنْ يُعْطِيَ الآخِرَةَ عَلَى نِيَّةِ الدُّنْيَا‏.‏

550- أَخْبَرَنَا أبو بكر بن أبي مريم الغساني عَن المهاجر بن حبيب عَن أبي الدرداء قَالَ لئن حلفتم لي على رجل منكم أنه أزهدكم لأحلفن لكم أنه خيركم‏.‏

551- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ قَالَ إبراهيم التيمي كم بينكم وبين القوم أقبلت عليهم الدنيا فهربوا منها وأدبرت عنكم فاتبعتموها‏.‏

552- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ حَدَّثَنِي فُلانٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُوتِيتُ بِمَفَاتِيحِ الأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدَيَّ فَذَهَبَ نَبِيُّكُمْ بِخَيْرِ مَذْهَبٍ وَتُرِكْتُمْ فِي الدُّنْيَا تَأْكُلُونَ مِنْ خَبِيصِهَا مِنْ أَصْفَرِهِ وَأَحْمَرِهِ وَأَخْضَرِهِ وَأَبْيَضِهِ وَإِنَّمَا هِيَ شَيْءٌ وَاحِدٌ لَوَّثْتُمُوهُ الْتِمَاسَ الشَّهَوَاتِ‏.‏

باب‏:‏ التوكل والتواضع

553- أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ لِلإِسْلامِ وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا وَقَنَعَ‏.‏

554- أَخْبَرَنَا حيوة بن شريح قَالَ حَدَّثَنَا أبو هانئ الخولاني أنه سمع عَمْرو بن حريث وغيره يقولان إنما أنزلت هذه الآية في أصحاب الصفة وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وذلك أنهم قالوا لو أن لنا الدنيا فتمنوا الدنيا‏.‏

قَالَ ابن صاعد عَمْرو بن حريث هذا رجل من مصر ليست له صحبة وليس هو عَمْرو بن حريث المخزومي الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه‏.‏

555- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ الأعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ ذُو الدِّرْهَمَيْنِ أَشَدُّ حِسَابًا أَوْ قَالَ حَبْسًا مِنْ ذِي الدِّرْهَمِ‏.‏

556- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ وَالْمُهَاصِرُ بْنُ حَبِيبٍ وَحَكِيمُ بْنُ عُمَيْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَبْعَثُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِهِ كَانَا عَلَى سِيرَةٍ وَاحِدَةٍ أَحَدُهُمَا مَقْتُورٌ عَلَيْهِ وَالآخَرُ مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ فَيُقْبِلُ الْمَقْتُورُ إِلَى الْجَنَّةِ لاَ يَنْثَنِي عَنْهَا حَينَ يَنْتَهِي إِلَى أَبْوَابِهَا فَيَقُولُ لَهُ حَجَبَتُهَا إِلَيْكَ فَيَقُولُ إِذًا لاَ أَرْجِعُ وَسَيْفَهُ فِي عُنُقِهِ فَيَقُولُ إِنِّي أُعْطِيتُ هَذَا السَّيْفَ فِي الدُّنْيَا أُجَاهِدُ بِهِ فَلَمْ أَزَلْ مُجَاهِدًا بِهِ حَتَّى قُبِضْتُ وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ فَيَرْمِي بِسَيْفِهِ إِلَى الْخَزَنَةِ وَيَنْطَلِقُ لاَ يُثْنُونَهُ وَلا يَحْبِسُونَهُ عَنِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا فَيَمْكُثُ فِيهَا دَهْرًا قَالَ ثُمَّ يَمُرُّ بِهِ أَخُوهُ الْمُوَسَّعُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ لَهُ يَا فُلانُ مَا حَبَسَكَ فَيَقُولُ مَا خُلِّيَ سَبِيلِي إِلا الآنَ وَلَقَدْ حُبِسْتُ مَا لَوْ أَنَّ ثَلاثَ مِائَةِ بَعِيرٍ أَكَلَتْ حَمْضًا لاَ يَرِدْنَ الْمَاءَ إِلا خِمْسًا وَرَدْنَ عَلَى عَرَقِي لَصَدَرْنَ مِنْهُ رِيًّا‏.‏

557- أَخْبَرَنَا سَعِيد بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي ضَعْفَ الْيَقِينِ‏.‏

558- أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلا إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُؤْتَوْا فِي الدُّنْيَا شَيْئًا خَيْرًا مِنَ الْيَقِينِ وَالْعَافِيَةِ فَسَلُوهُمَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ الْحَسَنُ صَدَقَ اللَّهُ وَصَدَقَ رسُولُهُ بِالْيَقِينِ هُرِبَ مِنَ النَّارِ وَبِالْيَقِينِ طُلِبَتِ الْجَنَّةُ وَبِالْيَقِينِ صُبِرَ عَلَى الْمَكْرُوهِ وَبِالْيَقِينِ أُدِّيَتِ الْفَرَائِضُ وَفِي مُعَافَاةِ اللهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ قَدْ وَاللَّهِ رَأَيْنَاهُمْ يَتَقَارَبُونَ فِي الْعَافِيَةِ فَإِذَا وَقَعَ الْبَلاءُ تَبَايَنُوا‏.‏

559- أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا تُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا‏.‏

باب‏:‏ القناعة والرضا

560- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن سليمان عَن شمر بن عطية عَن المغيرة بن سعد بن الأخرم عَنْ أَبِيهِ عَن ابن مَسْعود قَالَ ما يضر عبدا يصبح على الإسلام ويمسي عليه ماذا أصاب من الدنيا‏.‏

561- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ حدثني يزيد بن أبي حبيب أن ربيعة بن لقيط أخبره أنه كان مع عَمْرو بن العاص عام الجماعة وهم راجعون من مسكن وأمطروا دما عبيطا قَالَ ربيعة ولقد رأيتني أنصب الإناء فيمتلئ دما عبيطا فظن الناس أنها هي وماج الناس بعضهم في بعض فقام عَمْرو بن العاص فأثنى على الله عز وجل بما هو له أهل ثم قَالَ يا أيها الناس أصلحوا ما بينكم وبين الله تعالى ولا يضركم ولو اصطدم هذان الجبلان‏.‏

562- أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ سَبْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْمَقْبُرِيَّ يَقُولُ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ بَادِرُوا النَّوْكَى الْمُكِبِّينَ عَلَى الدُّنْيَا‏.‏

563- أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ يَقُولُ لأَصْحَابِهِ اتَّخِذُوا الْمَسَاجِدَ مَسَاكِنَ وَالْبُيُوتَ مَنَازِلَ وَكُلُوا مِنْ بَقْلِ الْبَرِيَّةِ وَانْجُوا مِنَ الدُّنْيَا بِسَلامٍ قَالَ شَرِيكٌ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسُلَيْمَانَ فَزَادَنِي وَاشْرَبُوا مِنَ الْمَاءِ الْقَرَاحِ‏.‏

564- عَن الأسود بن شيبان السدوسي قَالَ الفضل بن ثور بن شقيق بن ثور - وكانت تهمه نفسه - قلت للحسن يا أبا سَعِيد رجلان طلب أحدهما الدنيا بحلالها فأصابها فوصل فيها رحمه وقدم فيها لنفسه وجانب الآخر الدنيا فقال أحبهما إلي الذي جانب الدنيا فأعدت عليه فأعاد علي مثلها‏.‏

565- أَخْبَرَنَا مُحَمد بن سليم قَالَ حَدَّثَنَا الحسن قَالَ قَالَ أبو الصهباء - وهو صلة بن أشيم طلبت الرزق في وجوهه فأعياني أن أصيبه إلاَّ رزق يوم بيوم فعلمت أنه خير لي قَالَ وسمعت الحسن وإلا فحدثني داود عَنِ الْحَسَنِ أنه قَالَ ما من مسلم يرزق رزق يوم بيوم ولا يعلم أنه قد خير له إلاَّ عاجز أو قَالَ غبي الرأي‏.‏

باب‏:‏ ما جاء في الفقر

566- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن المسعودي عَن علي بن بذيمة عَن قيس بن حبتر الأسدي قَالَ قَالَ عَبد الله بن مَسْعود حبذا المكروهان الموت والفقر وايم الله ما هو إلاَّ الغنى والفقر وما أبالي بأيهما ابتليت لأن حق الله في كل واحد منهما واجب إن كان الغنى إن فيه للعطف وإن كان الفقر إن فيه للصبر‏.‏

567- أَخْبَرَنَا عَبد الرحمن المسعودي عَن القاسم بن عَبد الرحمن قَالَ قَالَ عَبد الله بن مَسْعود لوددت أني من الدنيا فرد كالراكب الرائح الغادي‏.‏

568- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ الْفَقْرُ أَحْسَنُ أَوْ أَزْيَنُ بِالْمُؤْمِنِ مِنَ الْعِذَارِ الْجَيِّدِ عَلَى خَدِّ الْفَرَسِ‏.‏

569- أَخْبَرَنَا مُحَمد بْنُ سُوقَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ بَعْضِ بُيُوتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَمْ يَرَ أَحَدًا فِيهِ فَسَمِعَ فِي زَاوِيَةٍ مِنْ زَاوَيَاهُ صَوْتًا فَأَتَاهُمْ فَقَالَ الصَّلاةَ تَنْتَظِرُونَ أَمَا إِنَّهَا صَلاةٌ لَمْ تَكُنْ فِي الأمَمِ قَبْلَكُمْ وَهِيَ الْعِشَاءُ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ إِنَّ النُّجُومَ أَمَانٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا طُمِسَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَانٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا أَنَا مِتُّ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَانٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ‏.‏

570- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش قَالَ أخبرني عُبَيد الله أبو عَبد الله بن سليمان عَن عثمان بن حيان قَالَ أكلنا مع أم الدرداء طعاما فأغفلنا الحمد لله فقالت يا بني لاَ تدعوا أن تأدموا طعامكم بذكر الله أكلا وحمدا خير من أكل وصمت‏.‏

571- أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أُبَالِي مَا رَدَدْتُ بِهِ عَنِّي الْجُوعَ‏.‏

572- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِيُّ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ مَثَلَ أَصْحَابِي فِي أُمَّتِي كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ لاَ يَصْلُحُ الطَّعَامُ إِلا بِالْمِلْحِ قَالَ الْحَسَنُ فَقَدْ ذَهَبَ مِلْحُنَا فَكَيْفَ نَصْلُحُ‏.‏

573- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن سليمان عَن خيثمة قَالَ قَالَ سليمان بن داود صلى الله عليهما كل العيش قد جربناه لينه وشديده فوجدنا يكفي منه أدناه‏.‏

574- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أبي خالد عَن أخيه عَن مصعب بن سعد أن حفصة قالت لعمر ألا تلبس ثوبا لينا ألين من ثوبك وتأكل طعاما أطيب من طعامك هذا فقد فتح الله عليك الأرض وأوسع عليك من الرزق قَالَ سأخصمك إلى نفسك‏.‏ فذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وما كان يلقى من شدة العيش ولم يزل يذكر حتى بكت ثم قَالَ عُمَر لأشركنهما في مثل عيشهما الشديد لعلي أدرك معهما مثل عيشهما الرخي‏.‏

575- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لاَ وَاللَّهِ مَا كَانَتْ تُغْلَقُ دُونَهُ الأبْوَابُ وَلا تَقُومُ دُونَهُ الْحَجَبَةُ وَلا يُغْدَى عَلَيْهِ بِالْجِفَانِ وَلا يُرَاحُ عَلَيْهِ بِهَا وَلَكِنَّهُ كَانَ بَارِزًا مَنْ أَرَادَ أَنْ يَلْقَى نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لَقِيَهُ وَكَانَ وَاللَّهِ يَجْلِسُ بِالأَرْضِ وَيُوضَعُ طَعَامُهُ بِالأَرْضِ وَيَلْبَسُ الْغَلِيظَ وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ وَيُرْدِفُ بَعْدَهُ وَيَلْعَقُ وَاللَّهِ يَدَهُ‏.‏

576- أَخْبَرَنَا مُحَمد بن أبي ذئب عَن مسلم بن جندب عَن أسلم مولى عُمَر قَالَ قدم عليه معاوية بن أبي سفيان وهو أبيض وأبض الناس وأجملهم فخرج إلى الحج مع عُمَر بن الخطاب فكان عُمَر بن الخطاب ينظر إليه فيعجب له ثم يضع أصبعه على متنه ثم يرفعها عَن مثل الشراك فيقول بخ بخ نحن إذا خير الناس إن جمع لنا خير الدنيا والآخرة فقال معاوية يا أمير المؤمنين سأحدثك إنا بأرض الحمامات والريف فقال عُمَر سأحدثك ما بك إلطافك نفسك بأطيب الطعام وتصبحك حتى تضرب الشمس متنك وذوو الحاجات وراء الباب قَالَ فلما جئنا ذا طوى أخرج معاوية حلة فلبسها فوجد عُمَر منها ريحا كأنه ريح طيب فقال يعمد أحدكم فيخرج حاجا تفلا حتى إذا جاء أعظم بلدان الله حرمه أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما فقال معاوية إنما لبستهما لأن أدخل فيهما على عشيرتي أو قومي والله لقد بلغني أذاك ههنا وبالشام والله يعلم لقد عرفت الحياء فيه ونزع معاوية الثوبين ولبس ثوبيه اللذين أحرم فيهما‏.‏

577- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن ابن طاووس عَنْ أَبِيهِ قَالَ رأى عُمَر بن الخطاب يزيد بن أبي سفيان كاشفا عَن بطنه فرأى جلدة رقيقة فرفع عليه الدرة فقال أجلدة كافر‏.‏

578- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش قَالَ حدثني يحيى الطويل عَن نافع قَالَ سَمِعْتُ ابن عُمَر يحدث سَعِيد بن جبير قَالَ بلغ عُمَر بن الخطاب أن يزيد بن أبي سفيان يأكل ألوان الطعام فقال عُمَر لمولى له يقال له يرفأ إذا علمت أنه قد حضر عشاؤه فأعلمني فلما حضر عشاؤه أعلمه فأتى عُمَر فسلم واستأذن فأذن له فدخل فقرب عشاءه فجاء بثريدة لحم فأكل عُمَر معه منها ثم قرب شواء فبسط يزيد يده فكف عُمَر ثم قَالَ عُمَر والله يا يزيد بن أبي سفيان أطعام بعد طعام والذي نفس عُمَر بيده لئن خالفتم عَن سنتهم ليخالفن بكم عَن طريقتهم‏.‏

قَالَ ابن صاعد هذا حديث غريب ما جاء بهذا الإسناد أحد إلاَّ ابن المبارك‏.‏

579- أَخْبَرَنَا جرير بن حازم قَالَ سَمِعْتُ الحسن يقول قدم على أمير المؤمنين عُمَر وفد من أهل البصرة مع أبي موسى الأشعري قَالَ فكنا ندخل عليه وله كل يوم خبز يلت وربما وافيناه ما دوم بسمن وأحيانا بزيت وأحيانا باللبن وربما وافقنا القدائد اليابسة قد دقت ثم أغلي بماء وربما وافقنا اللحم الغريض وهو قليل فقال لنا يوما إني والله لقد أرى تعذيركم وكراهيتكم طعامي وإني والله لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأرقكم عيشا أما والله ما أجهل عَن كراكر وأسنمة وعن صلاء وعن صلائق وصناب - قَالَ جرير الصلاء الشواء والصناب الخردل والصلائق الخبز الرقاق - ولكني سمعت الله تعالى عير قوما بأمر فعلوه فقال أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا قَالَ فكلمنا أبو موسى الأشعري فقال لو كلمتم أمير المؤمنين ففرض لكم من بيت المال طعاما تأكلونه قَالَ فكلمناه فقال يا معشر الأمراء أما ترضون لأنفسكم ما أرضى لنفسي قَالَ فقلنا يا أمير المؤمنين إن المدينة أرض العيش بها شديد ولا نرى طعامك يغشى ولا يؤكل وإنا بأرض ذات ريف وإن أميرنا يغشى وإن طعامه يؤكل قَالَ فنكس عُمَر ساعة ثم رفع رأسه فقال قد فرضت لكم من بيت المال شاتين وجريبين فإذا كان بالغداة فضع إحدى الشاتين على أحد الجريبين فكل أنت وأصحابك ثم ادع بشراب فاشرب - قَالَ ابن صاعد يعني الشراب الحلال - ثم اسق الذي عَن يمينك ثم الذي يليه ثم قم لحاجتك فإذا كان بالعشي فضع الشاة الغابرة على الجريب الغابر فكل أنت وأصحابك ألا وأشبعوا الناس في بيوتهم وأطعموا عيالهم فإن تجفينكم للناس لاَ يحسن أخلاقهم ولا يشبع جائعهم والله مع ذلك ما أظن رستاقا يؤخذ منه كل يوم شاتان وجريبان إلاَّ يسرع ذلك في خرابه‏.‏

580- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن ابن طاووس عَنْ أَبِيهِ قَالَ أجدب الناس على عهد عُمَر فما أكل سمينا ولا سمنا حتى أكل الناس‏.‏

581- أَخْبَرَنَا جرير بن حازم قَالَ أخبرني يحيى بن عُبَيد الجهضمي عَن علقمة بن عَبد الله المزني قَالَ أتي عُمَر بن الخطاب ببرذون فقال ما هذا فقيل يا أمير المؤمنين هذه دابة لها وطأة ولها هيئة ولها جمال تركبه العجم فقام فركبه فلما سار هز منكبيه فقال قبح الله هذا بئس الدابة هذا فنزل عنه‏.‏

582- أَخْبَرَنَا مبارك بن فضالة عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ عُمَر بن الخطاب لاَ تنخلوا الدقيق فإنه طعام كله‏.‏

583- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن سليمان عَن أبي وائل عَن يسار بن نمير قَالَ ما نخلت لعمر طعاما قط إلاَّ وأنا له عاص‏.‏

584- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة عَن أيوب الطائي عَن قيس بن مسلم عَن طارق بن شهاب قَالَ لما قدم عُمَر أرض الشام أتي ببرذون فركبه فهزه فكرهه فنزل عنه وركب بعيره فعرضت له مخاضة فنزل عَن بعيره ونزع موقيه فأخذهما بيده وخاض الماء وهو ممسك بعيره بخطامه - أو قَالَ بزمامه - فقال له أبو عبيدة بن الجراح لقد صنعت اليوم صنيعا عظيما عند أهل الأرض قَالَ فصك في صدره ثم قَالَ أوه - يمد بها صوته - لو غيرك يقول هذا يا أبا عبيدة إنكم كنتم أذل الناس وأقل الناس وأحقر الناس فأعزكم الله بالإسلام فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله‏.‏

585- أَخْبَرَنَا يحيى بن سَعِيد قَالَ سَمِعْتُ القاسم بن مُحَمد يقول سمعت أسلم مولى عُمَر يذكر أنه كان مع عُمَر وهو يريد الشام حتى إذا دنا من الشام أَخْبَرَنَاخ عُمَر وذهب لحاجة له قَالَ أسلم فطرحت فروتي بين شعبتي رحلي فلما فرغ عُمَر عمد إلى بعير أسلم فركب على الفرو وركب أسلم بعير عُمَر فخرجا يسيران حتى لقيهما أهل الأرض قَالَ أسلم فلما دنوا منا أشرت لهم إلى عُمَر فجعلوا يتحدثون بينهم فقال عُمَر تطمح أبصارهم إلى مراكب من لاَ خلاق لهم‏.‏ كأن عُمَر يريد مراكب العجم‏.‏

586- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن هشام بن عروة عَنْ أَبِيهِ قَالَ قدم عُمَر بن الخطاب الشام فتلقاه أمراء الأجناد وعظماء أهل الأرض فقال عُمَر أين أخي قالوا من قَالَ أبو عبيدة قالوا يأتيك الآن قَالَ فجاء على ناقة مخطومة بحبل فسلم عليه وسأله ثم قَالَ للناس انصرفوا عنا فسار معه حتى أتى منزله فنزل عليه فلم ير في بيته إلاَّ سيفه وترسه ورحله فقال له عُمَر بن الخطاب لو اتخذت متاعا - أو قَالَ شيئا - قَالَ أبو عبيدة يا أمير المؤمنين إن هذا سيبلغنا المقيل‏.‏

587- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن هشام بن عروة عَنْ أَبِيهِ عَن عامل لعمر كان على أذرعات قَالَ قدم علينا عُمَر بن الخطاب وإذا عليه قميص من كرابيس فأعطانيه فقال اغسله وارقعه قَالَ فغسلته ورقعته ثم قطعت عليه قميصا فأتيته بهما فقلت هذا قميصك وهذا قميص قطعته عليه لتلبسه فمسه فوجده لينا فقال لاَ حاجة لنا فيه هذا أنشف للعرق منه‏.‏

588- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن ثابت البناني عَن أنس بن مالك قَالَ لقد رأيت بين كتفي عُمَر أربع رقاع في قميصه‏.‏

589-أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن يحيى بن أبي كثير عَن رجل من أهل الشام أنه دخل على أبي ذر وهو يوقد تحت قدر له من حطب قد أصابه مطر ودموعه تسيل فقالت له امرأته لقد كان لك من هذا مندوحة ولو شئت لكفيت فقال فأنا أبو ذر وهذا عيشي فإن رضيت وإلا فتحت كنف الله قَالَ فكأنما ألقمها حجرا حتى إذا أنضج ما في قدره جاء بصحفة فكسر فيها خبزا له غليظا ثم جاء بالذي كان في القدر فكدره عليه ثم جاء به إلى امرأته ثم قَالَ ادن فأكلنا جميعا ثم أمر جاريته أن تسقينا فسقتنا مذقة من لبن معزاه فقلت يا أبا ذر لو اتخذت في بيتك عيشا فقال عباد الله أتريدون من الحساب أكثر من هذا أليس هذا مثالا نرقد عليه وعباءة نبسطها وكساء نلبسه وبرمة نطبخ فيها وصحفة نأكل منها وبطة فيها زيت وغرارة فيها دقيق أتريد لي من الحساب أكثر من هذا قلت فإن عطاءك أربع مِئَة دينار وأنت في شرف من العطاء فأين يذهب عطاؤك فقال أما أني لن أعمي عليك لي بهذه القرية - وأشار إلى قرية بالشام - ثلاثون فرسا فإذا خرج عطائي اشتريت لهم علفا وأرزاقا لمن يقوم عليها ونفقة لأهلي فإن بقي منه شيء اشتريت به فلوسا فجعلت عند نبطي ههنا فإن احتاج أهلي إلى لحم أخذوا منه وإن احتاجوا إلى شيء أخذوا منه ثم أحمل عليها في سبيل الله ليس عند آل أبي ذر دينار ولا درهم‏.‏

باب‏:‏ في طلب الحلال

590- أَخْبَرَنَا جعفر بن حيان عَنِ الْحَسَنِ في قول الله تعالى اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ قَالَ يخير له‏.‏

591- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة قَالَ يزيد بن أبي حبيب قَالَ من لم يستح من الحلال خفت مؤنته وقل كبرياؤه‏.‏

592- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش قَالَ أخبرني عقيل بن مدرك عَن لقمان بن عامر أن أبا الدرداء قَالَ أهل الأموال يأكلون ونأكل ويشربون ونشرب ويلبسون ونلبس ويركبون ونركب لهم فضول أموال ينظرون إليها وننظر إليها معهم عليهم حسابها ونحن منها براء‏.‏

593- أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا رَاحَةٌ لِلْقَلْبِ وَالْجَسَدِ‏.‏

594- أَخْبَرَنَا رباح بن زيد قَالَ حدثني عَبد العزيز بن جوران قَالَ سَمِعْتُ وهب بن منبه يقول مثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان إن أرضى إحداهما أسخط الأخرى‏.‏

595- أَخْبَرَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَشْيَاءُ نَشْتَهِيهَا لاَ نَقْدِرُ عَلَيْهَا فَهَلْ لَنَا فِيهَا أَجْرٌ قَالَ فَفِيمَ تُؤْجَرُونَ إِذَا لَمْ تُؤْجَرُوا عَلَى ذَلِكَ‏.‏

596- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا بَلاءٌ وَفِتْنَةٌ وَإِنَّمَا مَثَلُ عَمَلِ أَحَدِكُمْ كَمَثَلِ الْوِعَاءِ إِذَا طَابَ أَعْلاهُ طَابَ أَسْفَلُهُ وَإِذَا خَبُثَ أَعْلاهُ خَبُثَ أَسْفَلُهُ‏.‏

597- أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ إِنَّ الدُّنْيَا جَنَّةُ الْكَافِرِ وَسِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ حِينَ تَخْرُجُ نَفْسُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ كَانَ فِي سِجْنٍ فَخَرَجَ مِنْهُ فَجَعَلَ يَتَقَلَّبُ فِي الأَرْضِ وَيَتَفَسَّحُ فِيهَا‏.‏

598- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ جُنَادَةَ الْمَعَافِرِيُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَسَنَتُهُ فَإِذَا فَارَقَ الدُّنْيَا فَارَقَ السِّجْنَ وَالسَّنَةَ‏.‏

599- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ‏.‏

600- أَخْبَرَنَا رجل عَن محارب بن دثار قَالَ قَالَ لي خيثمة أيسرك الموت قلت لاَ قَالَ لاَ أعلم أحدا لاَ يسره الموت إلاَّ منقوصا‏.‏

601- أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حدثني عَمْرو بن الحارث عَن بكر بن سوادة أن أبا عَبد الرحمن حدثه أن أبا الأعور السلمي كان جالسا في مجلس فقال رجل والله ما خلق الله شيئا أحب إلي من الموت فقال أبو الأعور السلمي لأن أكون مثلك أحب إلي من حمر النعم ولكني والله أرجو أن أموت قبل أن أرى ثلاثا أن أنصح فترد نصيحتي وأرى الغير فلا أستطيع تغييره وقبل الهرم‏.‏

602- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش قَالَ حدثني شرحبيل بن مسلم عَن عَمْرو بن الأسود العنسي أنه كان يدع كثيرا من الشبع مخافة الأشر‏.‏

603- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْحِمْصِيُّ قَالَ أَبُو مُحَمد اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الشَّامِ وَحَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ هَذَا أَيْضًا عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا مَلا آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ طَعَامٌ وَثُلُثٌ شَرَابٌ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ‏.‏

604- أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلاً يَتَجَشَّأُ فَقَالَ أَقْصِرْ مِنْ جُشَائِكَ فَإِنَّ أَطْوَلَ النَّاسِ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا‏.‏

605- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن حمزة بن عَبد الله بن عُمَر قَالَ لو أن طعاما كثيرا كان عند عَبد الله بن عُمَر ما شبع منه بعد أن يجد له آكلا قَالَ فدخل عليه ابن مطيع يعوده فرآه قد نحل جسمه فقال لصفية بنت أبي عُبَيد امرأته ألا تلطفينه لعله يرتد إليه جسمه وتصنعين له طعاما قالت إنا لنفعل ولكنه لاَ يدع أحدا من أهله ولا ممن بحضرته إلاَّ دعاه عليه فكلم أنت في ذلك فقال له ابن مطيع يا أبا عَبد الرحمن لو أكلت فيرجع إليك جسمك فقال إنه ليأتي علي ثماني سنين ما أشبع فيها شبعة واحدة - أو إلاَّ شبعة واحدة - فالآن تريد أن أشبع حين لم يبق من عمري إلاَّ ظمء حمار‏.‏

606- أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم إِذَا صَنَعْتَ مَرَقًا فَأَكْثِرْ مَاءَهَا ثُمَّ انْظُرْ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُمْ مِنْهُ بِمَعْرُوفٍ‏.‏

607- أَخْبَرَنَا ابن لَهِيعة عَن مُحَمد بن عَبد الرحمن بن نوفل الأسدي أن صفية بنت أبي عُبَيد قالت ما رأيته شبع فأقول قد شبع - تعني ابن عُمَر - فلما رأيته ذلك وكان له يتيمان صنعت له شيئا فدعاهما فأكلا معه فلما ناما جئته بشيء فقال ادع فلانة قلت قد ناما وقد أشبعتهما قَالَ فادعي لي بعض أهل الصفة فدعي له مساكين فأكلوا معه‏.‏

608- أَخْبَرَنَا عَبد العزيز بن أبي رواد أن ابن عُمَر رضي الله عنه كان في مسير فنزل منزلا ولم يجئ ثقله فلما رأته الرفاق أرسلوا إليه من طعامهم فقعد ابن عُمَر وأصحابه قَالَ وجاءه المساكين فنظر ابن عُمَر إلى أفضل شيء بحضرته من الطعام فإذا قصعة فيها ثريد فرفعها ليناولهم فأخذ ابن له القصعة فقال هذا أفضل طعامك فدعه لنا وههنا من الطعام ما نطعم قَالَ فتنازع القصعة بينهما فقال ابن عُمَر إنما أجاحش بها عَن رقبتي‏.‏

609- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش عَن ابن أبي حسين عَن شهر بن حوشب قَالَ كان يقال إذا جمع الطعام أربعا كمل كل شيء من شأنه إذا كان أوله حلالا وذكر اسم الله تعالى وكثرت عليه الأيدي وحمد الله تعالى عليه حين يفرغ منه فقد كمل كل شيء من شأنه‏.‏

610- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن عاصم عَن أبي صالح عَن عائشة رضي الله عنها أنه أكل عندها طعام فقالت آدموه قالوا بما نأدمه قالت تحمدون الله عليه إذا فرغتم‏.‏

611- أَخْبَرَنَا المفضل بن لاحق عَن أبي بكر بن حفص قَالَ كان ابن عُمَر لاَ يحبس عَن طعامه بين مكة والمدينة مجذوما ولا أبرص ولا مبتلى حتى يقعدوا معه على مائدته فبينما هو يوما قاعد على مائدته أقبل موليان من موالي أهل المدينة فسلما فرحبوا بهما وحيوهما وأوسعوا لهما فضحك عَبد الله بن عُمَر فأنكر الموليان ضحكه فقالا يا أبا عَبد الرحمن ضحكت أضحك الله سنك فما أضحكك قَالَ عجبا من بني هؤلاء يجيء هؤلاء الذين تدمي أفواههم من الجوع فيضيقون عليهم ويتأذون بهم حتى لو أن لأحدهم أن يأخذ مكان اثنين فعل تأذيا بهم وتضييقا عليهم وجئتما أنتما قد أوفرتما الزاد فأوسعوا لكما وحيوكما يطعمون طعامهم من لاَ يريده ويمنعونه ممن يريده‏.‏

612- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن أبي أيوب قَالَ حدثني عَبد الله بن سليمان عَن سَعِيد بن أبي هلال أن أبا الدرداء كان يقول من كان الأجوفان همه خسر ميزانه يوم القيامة‏.‏

613- أَخْبَرَنَا سَعِيد بن أبي أيوب حدثني بكر بن عَمْرو عَن صفوان بن سليم أن ابن عباس قَالَ ليأتين على الناس زمان يكون همة أحدهم فيه بطنه ودينه هواه‏.‏

614- أَخْبَرَنَا إبراهيم بن نشيط الوعلاني قَالَ حدثني رجل قَالَ دخل رجلان على عَبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي - صاحب النبي صلى الله عليه وسلم - فقال مرحبا بكما فنزع وسادة كان متكئا عليها فألقاها إليهما فقالا لاَ نريد هذا إنما جئنا نسمع شيئا ننتفع به قَالَ إنه من لم يكرم ضيفه فليس من مُحَمد ولا إبراهيم صلوات الله عليه طوبى لعبد أمسى متعلقا برسن فرسه في سبيل الله أفطر على كسرة وماء بارد ويل للواثين الذين يلوثون مثل البقر ارفع يا غلام ضع يا غلام في ذلك لاَ يذكرون الله تعالى‏.‏

615- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش قَالَ حدثني شرحبيل بن مسلم الخولاني أن أبا الدرداء قَالَ بئس ما لأحدكم أن يكون ضيفا على أهله الدهر ألا ليأكل ما وجد‏.‏

616- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ خَدَمْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ لَيْسَ كُلُّ أَمْرِي كَمَا يَشْتَهِي صَاحِبِي يَكُونُ مَا قَالَ لِي أُفٍّ وَلا قَالَ لِي لِمَ فَعَلْتَ هَذَا‏.‏

617- أَخْبَرَنَا هارون بن إبراهيم قَالَ سَمِعْتُ الحسن يقول صم ولا تبغ في صومك قيل وما بغيي في صومي قَالَ أن يقول الرجل ارفعوا لي كذا ارفعوا لي كذا فإني أريد الصوم غدا‏.‏

618- أَخْبَرَنَا سليمان بن المغيرة عَن ثابت أن عُمَر استسقى فأتي بإناء من عسل فوضعه على كفه فجعل يقول أشربها فتذهب حلاوتها وتبقى نقمتها قالها ثلاثا ثم رفعه إلى رجل من القوم فشربه‏.‏

619- أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بن الحجاج عَن سماك عَن أبي الربيع قَالَ سَمِعْتُ أبا هريرة ونظر إلى مزبلة فقال إن هذه مذهبة لدنياكم وآخرتكم‏.‏

620- أَخْبَرَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ الأسَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فَوْرٍ لَهُ بِثَلاثَةِ أَحَادِيثَ مَرَّ عَلَى مَزْبَلَةٍ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذِهِ الْمَزْبَلَةِ ثُمَّ قَالَ لَوْ أَنَّ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ ذُبَابٍ مَا أَعْطَى كَافِرًا مِنْهَا شَيْئًا ثُمَّ ذَكَرَ الْمَوْتَ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ وَعَلَزَهُ فَقَالَ ثَلاثُ مِائَةِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ‏.‏

621- أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا عطاء الخراساني قَالَ مر نبي من الأنبياء بساحل فإذا هو برجل يصطاد حيتانا فقال بسم الله وألقى شبكته فلم يخرج فيها حوت واحد ثم مر بآخر فقال بسم الشيطان فخرج فيها من الحيتان حتى جعل الرجل يتقاعس من كثرتها فقال أي رب هذا الذي دعاك ولم يشرك بك شيئا ابتليته بأن لم يخرج في شبكته شيء وهذا الذي دعا غيرك ابتليته وخرج في شبكته ما جعل الرجل يتقاعس تقاعسا من كثرتها وقد علمت أن كل ذلك بيدك فأنى هذا قَالَ اكشفوا لعبديا عَن منزلهما فلما رأى ما أعد الله لهذا من الكرامة وما أعد الله لهذا من الهوان قَالَ رضيت يا ربي‏.‏

622- أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ أُرَاهُ ذَكَرَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ يُؤْتَى بِأَنْعَمِ بأَهْلِ الدُّنْيَا مِنَ الْكُفَّارِ فَيَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اغْمِسُوهُ غَمْسَةً فِي النَّارِ فَيُقَالُ لَهُ هَلْ رَأَيْتَ نَعِيمًا قَطُّ فَيَقُولُ لاَ وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ الْمُؤْمِنِينَ ضُرًّا فَيَقُولُ اغْمِسُوهُ غَمْسَةً فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ لَهُ هَلْ رَأَيْتَ ضُرًّا قَطُّ أَوْ مَسَّكَ بَلاءٌ قَطُّ فَيَقُولُ لاَ‏.‏

623- أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لاَ تَغْبِطَنَّ فَاجِرًا بِنِعْمَةٍ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ طَالِبًا حَثِيثًا طَلَبُهُ جَهَنَّمَ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا‏.‏

624- أَخْبَرَنَا عُبَيد الله بن الوليد الوصافي عَن إبراهيم المكي عَن وهب بن منبه قَالَ إني لأجد فيما أنزل الله في الكتاب إن الله يقول لاَ تعجبن برحب اليدين يسفك الدماء وإن له عند الله قاتلا لاَ يموت ولا تعجبن بامرئ أصاب مالا من غير حله فإن ما أنفق منه لم يبارك له فيه وما تصدق منه لم يتقبل الله منه وجعله زاده إلى النار ولا تعجبن لصاحب نعمة بنعمته فإنك لاَ تدري إلى ما يصير بعد الموت‏.‏

625- أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ الْمُخَيْمِرَةِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ أَصَابَ مَالاً مِنْ مَأْثَمٍ فَوَصَلَ بِهِ رَحِمًا أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ أَوْ أَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ جُمِعَ ذَلِكَ جَمِيعًا ثُمَّ قُذِفَ بِهِ فِي جَهَنَّمَ‏.‏

626- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن عياش قَالَ حَدَّثَنَا أبو سلمة الحمصي عَن يحيى بن جابر عَن أبي الدرداء قَالَ ألا رب منعم لنفسه وهو لها جد مهين ألا رب مبيض لثيابه وهو لدينه مدنس‏.‏

627- بلغنا عَن عيسى ابن مريم أنه قَالَ يوشك أن يفضي بالصابر البلاء إلى الرخاء وبالفاجر الرخاء إلى البلاء‏.‏

628- أَخْبَرَنَا إبراهيم بن نشيط الوعلاني قَالَ حَدَّثَنَا كعب بن علقمة قَالَ قَالَ سعد بن مَسْعود التجيبي إذا رأيت الرجل دنياه تزداد وآخرته تنقص مقيما على ذلك راضيا به فذلك المغبون الذي يلعب بوجهه وهو لاَ يشعر‏.‏

629- أَخْبَرَنَا وهيب قَالَ قَالَ عيسى ابن مريم أربع لاَ تجتمع في أحد من الناس إلاَّ يعجب - أو إلاَّ يعجبه - الصمت وهو أول العبادة والتواضع لله والزهادة في الدنيا وقلة الشيء‏.‏

630- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن منصور عَن مجاهد قَالَ قَالَ عُمَر بن الخطاب إنا وجدنا خير عيشنا بالصبر‏.‏

631- أَخْبَرَنَا هشام بن عروة عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عُمَر بن الخطاب في خطبته تعلمون أن الطمع فقر وأن الإياس غنى وإنه من أيس مما عند الناس استغنى عنهم‏.‏

632- أَخْبَرَنَا رجل عَن أبي حازم قَالَ وجدت الأشياء شيئين شيء لي وشيء ليس لي فأما ما كان لي فلو كان في ذنب الريح لأدركته حتى آخذه وأما ما لم يكن لي فلو اجتمع الخلق على أن يجعلوه لي ما قدروا عليه ففيم الهم ههنا‏.‏

633- أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أبي خالد عَن أخيه الأشعث عَن أبي عبيدة بن عَبد الله عَن عَبد الله بن مَسْعود قَالَ أيكم استطاع أن يجعل في السماء كنزه فليفعل حيث لاَ تأكله السوس ولا تناله السرقة فإن قلب كل امرئ عند كنزه‏.‏

634- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ مَا لِي لاَ أُحِبُّ الْمَوْتَ قَالَ هَلْ لَكَ مَالٌ قَالَ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَقَدِّمْ مَالَكَ بَيْنَ يَدَيْكَ قَالَ لاَ أُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَإِنَّ الْمَرْءَ مَعَ مَالِهِ إِنْ قَدَّمَهُ أَحَبَّ أَنْ يَلْحَقَهُ وَإِنْ خَلَّفَهُ أَحَبَّ أَنْ يَتَخَلَّفَ مَعَهُ‏.‏

635- أَخْبَرَنَا الأوزاعي عَن بلال بن سعد أن أبا الدرداء قَالَ أعوذ بالله من تفرقة القلب قيل وما تفرقة القلب قَالَ أن يوضع لي في كل واد مال‏.‏

636- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلاثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى مَعَهُ عَمَلُهُ‏.‏

637- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بِهَذَا الإسْنَادِ مِثْلَهُ‏.‏

638- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن حبيب بن أبي ثابت أن أبا الدرداء كان إذا دخل قرية خربة قَالَ أين أهلك يا قرية ثم يقول ذهبوا وبقيت الأعمال‏.‏

639- أَخْبَرَنَا مالك بن مغول عَن أبي حصين عَن مجاهد قَالَ مررت مع عَبد الله بن عُمَر بخربة فقال يا مجاهد ناده يا خربة أين أهلك - أو ما فعل أهلك - قَالَ فناديت فقال ابن عُمَر ذهبوا وبقيت أعمالهم‏.‏

640و641- أَخْبَرَنَا مالك بن مغول قَالَ بلغني أن عيسى ابن مريم صلى الله عليه مر بخربة فقال يا خربة الخربين أو قَالَ يا خربة خربت أين أهلك فأجابه منها شيء فقال يا روح الله بادوا فاجتهد - أو قَالَ فإن أمر الله جد فجد‏.‏

باب‏:‏ الصدقة

642- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بن عُيَينة عَن صاحب له يذكره عَن بعض العلماء قَالَ إن الله أعطى لكم الدنيا قرضا وسألكموه قرضا فإن أعطيتموها طيبة بها أنفسكم ضاعف الله لكم ما بين الحسنة إلى العشر إلى سبع مِئَة إلى أكثر من ذلك وإن أخذها منكم وأنتم كارهون فصبرتم واحتسبتم كان لكم الصلاة والرحمة وأوجب لكم الهدى‏.‏

643- أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ تُجْمَعُونَ فَيُقَالُ أَيْنَ فُقَرَاءُ هَذِهِ الأمَّةِ وَمَسَاكِينُهَا فَيَبْرُزُونَ فَيُقَالُ مَا عِنْدَكُمْ فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا ابْتَلَيْتَنَا فَصَبَرْنَا وَأَنْتَ أَعْلَمُ وَأَحْسَبُهُ قَالَ وَوَلَّيْتَ الأمْوَالَ وَالسُّلْطَانَ غَيْرَنَا فَيُقَالُ صَدَقْتُمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ سَائِرِ النَّاسِ بِزَمَنٍ وَتَبْقَى شِدَّةُ الْحِسَابِ عَلَى ذَوِي الأمْوَالِ وَالسُّلْطَانِ قَالَ قُلْتُ فَأَيْنَ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَئِذٍ قَالَ تُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ وَيُظَلَّلُ عَلَيْهِمُ الْغَمَامُ وَيَكُونُ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَقْصَرَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ‏.‏

644- أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ خَيْثَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً ثُمَّ قَالَ اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ‏.‏

645- أَخْبَرَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ أَنَّهُ سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ أَوْ قَالَ يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ قَالَ يَزِيدُ كَانَ أَبُو الْخَيْرِ لاَ يُخْطِئُهُ يَوْمٌ لاَ يَتَصَدَّقُ فِيهِ بِشَيْءٍ وَلَوْ كَعْكَةً أَوْ بَصَلَةً‏.‏

646- أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَحْسَنَ عَبْدٌ الصَّدَقَةَ إِلا أَحْسَنَ اللَّهُ الْخِلافَةَ عَلَى تَرِكَتِهِ‏.‏

647- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَتَادَةَ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ مَا تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِصَدَقَةٍ إِلا وَقَعَتْ فِي يَدِ الرَّبِّ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ قَالَ وَهُوَ يَضَعُهَا فِي يَدِ السَّائِلِ قَالَ وَهُوَ فِي الْقُرْآنِ فَقَرَأَ عَبْدُ اللهِ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ‏.‏

648- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي الْحُبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلا طَيِّبًا إِلا كَانَ اللَّهُ يَأْخُذُهَا بِيَمِينِهِ فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ قَالَ فَصِيلَهُ حَتَّى تَبْلُغَ التَّمْرَةُ مِثْلَ أُحُدٍ‏.‏

قَالَ ابْنُ صَاعِدٍ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ صَحِيحُ الإسْنَادِ مَا جَاءَ بِهِ إِلا ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو الْحُبَابِ هُوَ سَعِيد بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ‏.‏

649- أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَن عمار الدهني عَن راشد بن الحارث عَن أبي ذر قَالَ ما على الأرض من صدقة تخرج حتى تفك عنها لحى سبعين شيطانا كلهم ينهاه عنها‏.‏

650- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ‏.‏

651- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ الثَّقَفِيُّ قَالَ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَصَدَّقُوا وَلَوْ بِتَمْرَةٍ فَإِنَّهَا تَسُدُّ مِنَ الْجَائِعِ وَتُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ‏.‏